تأسست جمعية المهندسين المصرية في 3 ديسمبر 1920 بعدد 40 عضو تحت اسم جمعية المهندسين الملكية المصرية وتم وضع النظام الأساسي لها.
صدر مرسوم ملكي في 22 ربيع الثاني سنة 1341 هجرية الموافق 11 ديسمبر 1922 باعتماد النظامي الأساسي وأن تشملها الحكومة برعايتها العالية
من أثار هذه الرعاية أن منحت الحكومة أرضاً في شارع الملكة نازلي بالقاهرة ( رمسيس حالياً ) حيث تم بناء دار للجمعية على الطراز العربي .
شرفت الدار بحضور جلالة الملك فؤاد الأول في 2 مارس 1932
أن تاريخ الجمعية هو جزء أصيل من تاريخ مصر.
ويعد الغرض الأسمى الذي أنشئت من أجله الجمعية هو العمل في الميدان العلمي والثقافي للهندسة عن طريق مباشرة الدراسات والبحوث الهندسية والعلمية والتطبيقية، وتشجيعها ونشرها بما يحقق التقدم العلمي الهندسي في مختلف التخصصات، وتنظيم الندوات في مختلف الفنون الهندسية، ومباشرة النشر العلمي وإصدار ما يتطلبه ذلك من مجلات وإصدارات أخرى.
تعمل الجمعية أيضًا على تشجيع التأليف والأبحاث، ونشر المحاضرات والرسائل في مختلف فروع الهندسة، وعقد المؤتمرات الهندسية في مصر، والاشتراك فيما يعقد منها بالخارج، والاتصال بالجمعيات والهيئات الهندسية الأجنبية بغرض التعاون العلمي وتبادل البحوث، وإنشاء مكتبة تحوي الكتب والمجلات الهندسية الهامة.
ويحرص مجلس إدارة الجمعية على أن يخصص جانباً هامًا من اجتماعاته لمناقشة المشروعات الهندسية الوطنية، كما أن الجمعية تفتح أبوابها للخبراء المصريين وللأساتذة الأجانب كي يدلوا بآرائهم ويعرضوا ما لديهم من وجهات نظر في مختلف الأنشطة الهندسية والصناعية.
جدير بالذكر أن الجمعية تؤدي رسالتها الثقافية متعاونة مع جمعياتها التخصصية في مختلف فروع الهندسة وهي وجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، وجمعية المهندسين الكيميائيين ، جمعية المهندسين المدنيين وجمعية التخطيط، وجمعية مهندسي الري ، وجمعية مهندسي المناجم والبترول. وجمعية المهندسين الميكانيكيين وجمعية الهندسة الإدارية وجمعية المهندسين المعماريين
وتقوم هذه الكوكبة من الجمعيات الهندسية التخصصية بتأدية رسالتها على الوجه الأكمل بالتنسيق مع الجمعية الأم، وبما يحقق الأغراض المرجوة والأهداف المنشودة.
وتصدر أيضًا مجلة جمعية المهندسين المصرية، ونشرة علمية
ويعد من أهم ثمار هذه الأنشطة خلق جيل من المهندسين المصريين الذين يعتبروا بكل المقاييس أنداداً لزملائهم المهندسين في الدول المتقدمة، بل ويتفوقون عليهم في بعض المجالات، لأنهم يعملون أحيانا في ظروف قاسية وبالغة الصعوبة مما يضيف إلى خبراتهم الهندسية صلابة العود والإصرار على مجابهة كافة المشكلات والتحديات والإيمان بتحقق الهدف مع العزيمة والإصرار
طالما تحركت فى نفوس المهندسين المصريين الرغبة فى أن تكون لهم هيئة معترف بها تمثلهم وتعمل علي نشر مباحثهم وتزويدهم بالمعلومات الفنية وترقى مركزهم الادبي وتكون وسيله لاتصالهم بما تنتجه قرائح الباحثين من مبتكرات ومستحدثات لاغنى عنها لكل هيئة علميه تبغى التمشي مع التطورات الحديثة.
وفى سنة ١٩١٩ أخذت تلك الرغبة تتحقق ، فاتققت كلمة بعض المهندسين على أن يكونوا لجنة مؤقتة استطلعت آراء المهندسين المصريين فى القطر ، لتستأنس بها فى المشروع الجليل الذى اعتزمت تنفيذه ، وصحت عزيمتها علي لأن تجعل بانشاء جمعية هندسية ، ووضعت قانونآ أساسيآ استخلصته من قوانين جمعيات عدة فى الخارج ، وأعملت فكرها فالتعديل والتنقيح اللازمين لجعله ملائما لمقتضيات المهنة فى مصر.
وكانت أولى جلسات الجمعية فى ۳ ديسمبر سنة 1920 برئاسة حضرة صاحب العزة محمود سامى بك الذى كان فى مقدمة الساعين لانشاء الجمعية وتعهدها حتي يتوطد مركزها ويتسنى لها أن تحقق الأغراض التى من أجلها كونت ٠
وفى تك الجلسة وقع الحاضرن وهم جماعة من المؤسسين علي تعهد سيبقى تاريخ الجمعية دليلا علي ما تمشي نفوس مؤسسيها من عزيمة واخلاص وهذا نصه:
(( نحن الموقعين علي هذا عزمنا و صمنا بعون االله تعالى على انشاء جمعيه لترقية العلوم الهندسية علي العموم والتعاون على تحصيل المعلومات المتنوعة التى تتكون منها مهنه المهندس علي الخصوص
وتعهدنا بموجب هذا بأن نبذل كل مانستطيع من مجهوداتنا وتضحية مايمكنا من أموالنا وأوقاتنا فى سبيل الوصول لهذا الغرض)).
فى تلك الجلسة ووفق على قانون الجمعية وكون مجلس الادارة الأول من:
حضرة صاحب العزة محود سامى بك رئيساّ | |
حضرة صاحب السعاده محمود فهمى باشا وكيل أول | |
حضرة صاحب السعادة محمد زغلول باشا وكيل ثان | |
أحمد عمر بك | حسين سرى بك |
أحمد فؤاد بك | اسماعيل عمر افندى |
عثمان محرم بك أحمد | محمود فهمى بك |
احمد كمال بك | محمد عرفان بك |
ابراهيم فهمى بك | سيد متولى افندى |
عبد المجيد عمر بك | محمد صبري شهيب بك |
وكان فى مقدمة مساعي المؤسسين للجمعية الحصول علي اعتراف الحكومة بها. وقد عهدوا فى هذه المهمة الى رنيس الجمعية ، فكلل مسعاه بالنجاح وصدر فى٢٢ ربيع الثانى سنة ١۳٤١« ا ا ديسمبر سنة ١٩٢٢ » مرسوم ملكي باعتماد القانون النظامى لجمعية المهندسين الملكية المصرية وأن تشملها الحكومة برعايتها العالية. وأخذ عدد الاعضاء يزداد تدريجيا فبعد أن كان ٤۰ عند التأسيس، وصل عند اعتراف الحكومة بها إلي 100 مائة عضو و أصبح الان ۳۵۰ .
لم يكن للجمعية عند انشاتها دار خاصة . فكانت الاجتماعات تعقد فى المحال التي يتيسر الاجتماع فيها: فى دار الجامعة المصرية أو فى المعهد العلمي المصرى أو فى قاعة الجمعية الجغرافية أو فى كلية الطب . فشعرت الجمعية بمس الحاجة الى بناء دار لها خاصة تكفيها فى حاضرها ومستقبلها القريب ٠ وكونت لجنة نيط بها البحث فى تصميم الدار وانشائها فكان المجهود الذى بذلته عظيما .وكان من أثر عناية الحكومة بالجمعية أن أجرت لها الارض اللازمة- فى شارع الملكه نازلي بالقاهرة – بايجار اسمى لمدة ٩٩ سنة.
اما التصميم فمن عمل صاحب العزة مصطفى فهمى بك: وضعه علي الطراز للعربى الحديث تمشيا مع ما تتحراه الجمعية فى مبانيها ولغتها من ان تكون كلها عربيه ٠ وكانت النية ان يتم البناء بطبقتيه دفعة واحدة لولا ان قلة المال حالت دون ذلك فى الوقت الحاضر فلم يكن بد من الاقتصار دور واحد بلغت نفقات بنائه وتأثيثه بالحالة التى هو عليها نحو ١٢٠٠٠ جنيه مصرى .
وبفضل السعى من جانب كل من حضرة صاحب السعادة عثمان محرم باشا وحضرة صاحب العزة حسين سرى بك فى اتخاذ اسرع الطرق للبدء فى البناء قبل المقاول. مسيو وولترستروس العمل بشروط تبقي لشخصيهما اثرا خالدا فى انشاءالدار .
وقد اشرف علي بنائها واضع التصميم صاحب العزة مصطفى فهى بك وكان الفرع منها سنة ١٩٣۰.وقام بالتأثيث على الطراز العربى محل بارفيز المشهور، تحت اشرا ف صاحب العزة محمد عرفان بك. وما استعانت به الجمعية فى تدبير المال اللازم لاقامة الدار يانصيب لهذا الغرض صرحت به الحكومة وحصلت منه الجمعية علي مبلغ كبير.
للجمعية مكتبة بها مجموعة قيمة يرجع الفضل فى الحصول عليها الى أريحية الأفاضل الذين لا يضنون بالمساعدات العلميه ، نذكر منهم حضرتى صاحبى السمو الامير يوسف والامير عمر طوسون ووزارتى الاشغال العمومية والأوقاف ومستر لانجلي من رجال الرى ووكيل الزراعة سابقا والمؤلفين والمهدين من حضرات أعضاء الجمعية . وستكون هذه المجموعة نواة لمكتبة اكبرتليق بالجمعية وما يرجى لهامن نمو وشأن فى حياتها المقبلة ٠
من أهم ما تعنى به الجمعية ترقية الفن الهندسي بالمحاضرات التى يلقيها اعضاؤها فى فروع الهندسة المحتلفة نتيجة لتجاربهم العلمية والعملية. وقد كان عدد محضراتها قليلا أول الامر ثم أخذ فى الازدياد حتى وصل فى بعض السنين الى نحو العشرين محاضرة ٠
وليتم الانتفاع بهذه المحاضرات عملت الجمعية على طبع كل محاضرة وتوزيعها علي من حضر القاءها ومن لم يتمكن من الحضور لسماعها ومن يريد الانتفاع بها ٠
وكان طبيعيا أن تطرأ فترة تر اخ في الاقبال علي المحاضرات اثناء انشغال الجمعية باقامة دارها.اما الأن وقد اصبحت دارها مستعدة للمحاضرات فالمأمول أن يستأنف النشاط الذى كان باديا أول الامر و ان يكثر عدد المحاضرات الفنية القيمة التى بها يتحقق غرض من اكبر اغراض الجمعية.
هذه العناية بالمحاضرات هى التى حدت بالجمعية الى وضع نظام للمكافآت والمداليات وايجاد وسام للجمعية هوالوسام العلمي الوحيد فى القطرالان .
وأول من فكر فى المداليات حضرة حبيب بسطا افندى أحدااعضاء الجمعة ثم تبعه من تقدم ذكرهم فى مواردالجمعيةالمالية٠ وقد نال مدالية بسطا افندي كل من حضرة صاحب العزة حسين سرى بك وصاحب العزة محمد عرفان بك
علي ان النشاط المنتظر فى المحاضرات يبعث الأمل فى ان يستانف مع الأوسمة والمداليات فى القريب العاجل ٠
وقد استقر نظام الجمعية وكثرت محاضراتها وتوالت قراراتها ان يكون لها كتاب تدون منها اعمالها ويسهل للاتصال بين اعضائها ويوقف غيرالاعضاء علي آثار جهودها. فهي الأن تصدر كتابا دوريا يعد سجلا صادقا لأعمالهاعلمية وادارية ومالية ٠
وقد كان توزيع أول كتبها فى٢۵ نوفبر سنة ١٩٢٣، ولاتزال كتبها تصدر تباعا .
تقدم فى صدر هذه النبذة ذكر اعضاء مجلس ادارة الجمعية الأول . وقد طرأ على هذا المجلس التعديل المعتاد فى انتخاب الاعضاء فأصبح المجلس الأن مكون من:
- حضرة صاحب العالى محمد شفيق باشا. رئيساّ
- حضرة صاحب السعادة ابراهيم فهمى كريم باشا وكيل اول
- حضرة صاحب العزة محمد عثمان بك وكيل ثان
- حضرة صاحب السعادة محمود سامي باشا
- حضرة صاحب السعادة عثمان محرم باشا
- حضرة صاحب العزة حسين سرى بك
- حضرة صاحب العزة مصطفي حمدى القطان بك
- حضرة صاحب العزة نجيب ابراهيم بك
- صاحب العزة محمد عرفان بك
- حضرة صاحب العزة مصطفي فهمي بك
- حضرة صاحب العزة اسماعيل عمر بك