عام اليوبيل الماسي .. جمعية المهندسين المصرية تستضيف
وزير المجتمعات العمرانية الجديدة
تحت عنوان عام وهو استراتيجية التنمية في مصر ، واصلت جمعية المهندسين المصرية سلسلة الندوات العلمية والتوعوية التي تنظمها تزامنا مع الاحتفال بمرور 75 عاما على تأسيسها ، حيث عقدت الجمعية الندوة الثالثة لها بعنوان “استراتيجية التنمية العمرانية “المجتمعات الجديدة” حاضر بها الدكتور محمد إبراهيم سليمان وزير الدولة للمجتمعات العمرانية الجديدة ، وأدارها المهندس محمد صلاح الدين حجاب يوم السابع عشر من شهر يناير عام 1995 ، وذلك بمقر الجمعية وبحضور الدكتور عزيز أحمد ياسين رئيس الجمعية ،والدكتور محي الدين سليم الأمين العام للجمعية ، وعدد كبير من المهندسين وطلبة الهندسة.
استهل الدكتور عزيز ياسين “رئيس الجمعية” كلمته موجها اخلص تمنيات المهندسين المصريين القلبية للدكتور ابراهيم سليمان بالتوفيق الدائم والسداد في عمله الوزاري ، واصفا إياه بابن الجمعية البار الذي يسير على خطى رواد الجمعية ، حيث بادر منذ مطلع نشأته العلمية والهندسية في المشاركة في أعمال الجمعية وجهودها باعتباره عضو بارز بمجلس ادارة جمعية المهندسين المدنية ويعمل جاهدا لتوثيق الروابط العلمية بين الجمعية والجمعيات الهندسية الدولية وكان دائما حريصا على دعوة المهندسين العالميين ممن يزورون مصر الى مقر الجمعية لإلقاء محاضراتهم عن أحدث التطورات الهندسية والاتجاهات المستقبلية.
وأوضح “رئيس الجمعية ” ان اختيار مجلس ادارة الجمعية لعنوان ندوة اليوم جاء ايمانا منهم باهمية المشاركة في بلورة تصور مشترك ومفهوم واضح لتنمية وطننا العزيز من وجهة النظر الهندسية خاصة ونحن نقف على مشارف القرن الحادي والعشرين والذي نتطلع اليه جميعا بالأمل في غد مشرق يمهد لابنائنا مستقبل مشرق ومرموق ، مؤكدا أنه مع الزيادة الضخمة في التعداد السكاني فإن وجود استراتيجية شاملة للتنمية العمرانية خارج الواقع العمراني الحالي اصبحت ضرورة ملحة لحل هذه المشكلة على أساس من التخطيط السليم والدراسة المتانية انطلاقا من الواقع الفعلي والامكانات المتاحه .
وذكر “رئيس الجمعية ” أن وزارة المجتمعات العمرانية قد بدأت منذ اعوام عديدة في انشاء بعض المدن الجديدة رغبة منها في التوسع السكاني بالتوطين في هذة المدن ولازالت الدولة تمضي قدما في هذا المضمار مع التصور التخطيطي الذي يفرضه الواقع وتمليه النظرة الصائبة بعيدة المدى ، لافتا الى أن ندوة اليوم جاءت في التوقيت المناسب لنتعرف من خلال الدراسات والبحوث عن استراتيجية الوزارة في مجال المجتمعات العمرانية الجديدة والتي تتطلب ريادتها تتضافر الجهود وتجنيد الطاقات الفكرية والاستفادة من الخبرات المتنامية لتكون هذه الاستراتيجية نابعة من وجداننا المصري الأصيل و مطابقة لمقتضيات الظروف والأحوال الجديدة والمتجددة .
وقال ” رئيس الجمعية ” إن منبر جمعية المهندسين المصرية لما لها من تاريخ مشرف بوصفها المساحة الاصيلة للتجمع الهندسي المصري يعد البوتقة التي تنصهر فيها الأفكار وتتفاعل الآراء للخروج بتصور متكامل للمجتمع العصري.
من جانبه قال الدكتور محمد إبراهيم سليمان “وزير الدولة المجتمعات العمرانية الجديدة” إن المجتمعات العمرانية والمدن الجديدة تعد أحد العناصر الاساسية للسياسة كأداة لإحداث التوازن السكاني والمكاني من خلال توطيد الانشطة الانتاجية بالمناطق الصحراوية وجعلها مادة جاذبة بما يحقق على المدى البعيد تصحيح الخريطة السكانية ، بالإضافة الى كونها احدى الادوات الرئيسية للسياسة لدعم معدلات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مما يتوافر لكافة المجتمعات من الطاقات الاقتصادية والبشرية .
واوضح “الوزير ” ان التحولات الاقتصادية التي يشهدها عالمنا اليوم من الاعتماد على اليات العرض والطلب يشكل مطلبا هاما لابد من تناوله بحذر ، مضيفا : ارتبط الوضع العام بوضع استراتيجية قومية للتنمية العمرانية وان تكون هناك رؤية واضحة لسياسات القطاعات الإنتاجية والخدمية المختلفة على المدى البعيد ، والسياسات السكانية والاجتماعية والمحددات الطبيعية والبيئية الرئيسية مع تحديد الموارد المختلفة وتوزيعها وسياسة استخدامها في إطار المتغيرات القومية والدولية التي تتبلور حاليا والمتوقع أن يكون لها تأثيرا مباشرا على هذه الاستراتيجية .
وذكر “الوزير” أسس استراتيجية التنمية العمرانية والتي تبلورت في صورة سياسات محددة بحيث يمكن الوصول من خلالها الى برامج تنفيذية أكثر تحديدا ، وتضمنت الاستفادة القصوى من محاور التنمية العمرانية الحالية مع إيجاد محاور تنمية جديدة طبقا لتوزيع الموارد والامكانيات المتاحة التي تسمح بالاستثمار والتنمية ، بالاضافة الى تبني الوسائل والبرامج المختلفة لتحقيق تأثير الاستيطان بالتجمعات العمرانية الجديدة ،بجانب قصر دور الدولة في عملية التنمية على توفير المرافق والخدمات الرئيسية مع اتاحة الفرصة لمشاركة القطاع الخاص ” المنظمات غير الحكومية والأفراد ” ، بالإضافة إلى دور الدولة في توفير وحدات اقتصادية لمحدودي الدخل .
وكانت الاحتفالية قد تضمنت كلمة للدكتور فيصل عبد المقصود عن خريطة مصر وانعكاسها على إقليم الصعيد ، وكلمة للمهندس أبو بكر ميتكيس حول استراتيجية التنمية الشاملة لإقليم الصعيد ، بالإضافة إلى كلمة للدكتور سامي أمين حول تطبيق استراتيجية التنمية الشاملة لإقليم الدلتا على محافظتي كفر الشيخ والغربية ، وكلمة للمهندس فاروق السنباطي رئيس الجهاز المركزي للتعمير ، وكلمة للمهندس شريف حسين كامل رئيس الهيئة العامة للتخطيط العمراني.